"تكتّم شديد” ومشاورات مكثّفة خلال”الحظر الشامل”.. الأردن: زيادة مقلقة في عدد "الوفيات” ونقاشات بـ”تحصين القبور” فيروسيًّا و”كورونا” يساهم لأول مرة بخارطة "الحقائب الوزارية” والأنظار تترقّب تسمية واختيار "وزراء الخصاونة” وسط البحث عن "مفاجآت” وآمال في تجاوز كمائن المُحاصصة
يُحيط الغموض حتى بعد ظهر الأحد بالتركيبة الوزارية التي ستعتلي خشبة المسرح الحكومي برفقة رئيس الوزراء الجديد الدكتور بشر الخصاونة وتحفل الساحة والمنصات مجددا بالتوقعات والترشحات.
دون حسم مفصلي أو توقعات محددة للأسماء للوزراء الذين ستضمهم الحكومة او سيغادرونها بالجملة في بورصة الترشيحات.
لكن مستوى التكتم شديد جدا مع ان الظروف في البلاد اقتصاديا وفايروسيا صعبة جدا ومركبة فيما ينتظر الراي العام الفريق الوزاري الجديد بعدما تدرب الجمهور على الامتثال لقرارات الحكومة خصوصا عندما يتعلق الامر بتفصيلات الاشتباك مع تداعيات الفايروس كورونا حيث زيادة كبيرة في عدد الوفيات وجدال يقلق الاردنيين حول تحصين القبور من الفايروس والوباء بعدما اقترب عدد الموتى بسبب الفايروس من 200 حالة على الأقل.
تم الاعلان صباح الاحد عن 8 وفيات والسبت عن 15 وفاة والجمعة عن 22 وفاة.
وتلك الوفيات تلعب دورها في زيادة توقعات الراي العام بخصوص استراتيجية جديدة من الواضح ان الرئيس الخصاونة ينشغل بها خلف الستارة وستكون اساسية ليس فقط في البرامج والمشاريع الحكومية.
لكن ايضا في اختيار الوزراء انفسهم واستنادا الى تجربة مرة للدولة والناس مع الطاقم الوزاري في الحكومة السابقة.
يعتقد وعلى نطاق واسع بان التزام حكومة الخصاونة بمضمون خطاب التكليف الملكي يتطلب خبيرين طبيين على الاقل برتبة وزير ورؤية اشتباك ضمن خطة اخرى مع الوباء يبدو انها ترسمت اصلا في مركز الازمات وقبل تكليف الخصاونة برئاسة وزارة جديدة.
عدد الاصابات في كورونا ارتفع الى رقم غير مسبوق وخلال خمسة اسابيع فقط زاد بمعدلات مرهقة جدا ويقترب من تجاوز 30 الف اصابة ،الامر الذي برر اخر قرار اتخذته الحكومة السابقة بفرض حظر تجول شامل ليومين.
وهو الحظر الذي استثمره الخصاونة بدون ضجيج او اعلان اي قرارات وبالتركيز على مشاورات الطاقم الوزاري والاختيار والانتقاء وايضا على وضع اللمحات الاخيرة على استراتيجية جديدة في ملف الوباء كورونا مع بقية المؤسسات السيادية.
خلال الحظر ظهر الخصاونة متنقلا بهدوء بين اكثر من مكان ومتحفظا على اسماء الوزراء الذين سيعملون معه ومتكتما على التفاصيل في عملية يعتقد انها تنتهي عمليا مساء اليوم الاحد الى ان يتسنى صدور ارادة ملكية تقبل بتنسيب الرئيس وتبدأ العمل وتؤدي اليمين الدستورية.
التوقعات هنا متزاحمة والمراقبون يتوقعون من الخصاونة مفاجآت باختيار كفاءات يعيدا عن النمط التقليدي في المحاصصة الجغرافية والعشائرية.
لكن الصورة ستتضح اكثر قريبا وفي غضون ساعات مع ان التساؤلات متواصلة حول ما اذا كان الرئيس المكلف يستطيع فعلا تجاوز السيناريوهات المألوفة والمكررة والتقليدية والكلاسيكية في بناء حكومته وسط كمائن ومطبات الفايروس المتعددة ووسط المراوحة ما بين تجنب الارتجال والسعي لإسقاط تراثيات اختيار الوزراء وعلى اساس ان البلاد في ازمة حقيقية.
وكان الملك في خطاب التكليف قد وصف المرحلة بانها استثنائية جدا وهذا يعني العمل على اختيار طاقم وزاري استثنائي وتلك بحد ذاتها مجازفة قد لا تكون محسوبة وان كان الخصاونة في موقع مناورة يستطيع من خلاله ترسيم مستويات الاشتباك والخروج عن المألوف.